روايات رومانسيهرواية بيننا شئ خرافي

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه 24

الرابعه والعشرين

“مكه”
بأصابع مرتعشه امسكت الصنيه من يد والدتها اخفت دموعها التى أبت الرحيل دون أن تلون عينها

بالاحمر القانى خرجت وقدمها تتعثر كلما خطت نحو مجلسهم ، حضرت امامه وحاوطت كل تفاصيلها

بلهفته المجنونه لم يسمع نبض قلبه المتسارع كأن هناك موسيقى تنبع من داخله حضورها ينثر مسك
لا يشتمه غيره يسكره دون شروط وجودها معه فى هذا الموقف الذى لم يحلم يوما أنه سيقدم عليه يجعله
يشعر بسعاده لم ينال جزء منها من قبل ،قدمت بارتباك شديد لوالدها لكنه آبى أن يلتقط منها شئ واشاح بوجهه
بعيدا عنها زاد ارتباكها وارتجفت اكثر وهى تخطو نحو “ريان” والذى ابتسم وهو يلتقط الكوب قائلا بمرح :
_ الف مبروك يا ست مكه

لم تجيبه واكتفت بالايماء وانتقلت ل”عدى” والذى هتف برضاء وهو يتناول كوبه :
_ربنا يتمم بخير

اغتصبت ابتسامه زائفه وهى تؤمى له ،بقى الاصعب هو الذى لم يزحزح عينه عنها ثانيه
تحركت صوبه ببطئ لم تنظر له كل همها الان أن لا تسقط ما بيدها بعدما زاد ارتجفها وشعرت بالبروده
تسرى فى اوصالها عوضا عن الدماء وقفت قباله ومالت قليلا حتى يأخذ كوبه من جانبه شرد فى
وجهها ورغما عنه طفت ابتسامته على وجه وكأنها قمر سقط فى ليلته العتمه تبخر كل عقله وبقى
هى وهو الجنون الذى لم يهتم بوجود الآخرين استنكرت جموده فرفعت عينها له وياليتها ما فعلت
عينه التى منحتها غمزه سريعه جرفتها فى زرقتها كبحر هائج كادت تقع مغشيا عليها امامه لكنها ظلت
متصنمه تحدق اليه ببلاهه وكأنه القى شباك سحره وانساها زمانها وعنوانها واين هى الآن، والعشق الذى لا
ينسيك اسمك لا يكون عشقا ”

صاح والدها بإسمها بضيق أفزعها :
_ مـــــــــــكـــــــــــه

انتفضت وهى تعتدل فى وقفتها وأخيرا فقام بالتقاط كأسه قبل أن تلتف وهو يظهر اسنانه بابتسامه مغتره
هرولت الى الداخل
وإعتدل هو يرتشف بتمهل ناظرا باتجاه “ابراهيم ” وكأنه اثبت سلطته عليها امامه وأره بمنتهى الفخر أنها مكته
هو وحده وقبلته الخاصه كان نصيب ابراهيم هو الضجر فقط الضجر من العشق الذى يناتبهم معا كيف تخونه
ابنته بهذا الشكل وترمى قلبها بهذه السهوله الى واحد منهم واحد من القتله الذين هددوا حياتهم طوال السنوات الخاليه

” ألياس ” مال ليضع ما بيده على الطاوله التى تتواسطهم ثم هتف :
_ الفرح اخر الاسبوع

ثوان نفض “ابراهيم” صدمته من سرعته واجاب وقد اذداد حنق منه :
_ مش جاهزين

كان جاهز لهذا الاعتراض ورد عليه بجمود :
_ وانا مش طالب منكم أى جهاز هى بالنسبالى كــنز

شعر “ابراهيم ” بأنه يضيق عليه الخناق لا يريده ولا حتى بات يريدها هو غاضب منها ومن ما ورطته
به هدر “ريان ” بحماس :
_ يا شيخ ابراهيم انت عايز ايه اكتر من كدا توكل على الله بقى خير البر عاجله

وتابع “عدى ” متحمحا بحرج :
_ وبما إن خير البر عاجله خلينا انا ومرام كمان معاهم اخر الاسبوع

ظهر علامات الدهشه على وجه “ابراهيم” والتف اليه ولم يكن وحده من اندهش بل ل “ريان ” كان
نصيب والذى بادر بالسؤال :
_ عدى انت هتعمل فرح وابوك مسافر ؟

اجابه “عدى ” وهو يحسه بمكر :
_ ما اهو البركه فيك بقى تروح تجيبه هو تمار
أردف وهو يسأله بخبث :
_ هى تمار ما وحشتكش ولا ايه ؟

عض على طرف شفاه وحرك رأسه بيأس من هذا الذى لا يفشل فى قراءه افكاره وكأنه توأم له
هتف وهو ينهض من مكانه :
_ حيث كدا اقوم ألحق طيارتى انا بقى

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______

منار

اذداده حنقه وهو يطرق باب غرفته الذى اغلقته عليها من الداخل زعق محتدا بعدما فاض به :
_ افتحى يا منار بدل ما اكسر الباب وادخل اكسر دماغك

كانت منهاره فى البكاء فى الداخل لكنها لن تريه وجها الباكى ولن تعطيه أى اشاره لذلك
أجابته بتحدى سافر :
_ مش هفتح ياشريف أصلا بعد اللى شفته وعرفته مش ممكن تنام معايا فى نفس الاوضه

اشتدت قبضته المستقره على الباب وصاح من بين اسنانه فى محاوله لخفض صوته :
_ هو انا وريتك حاجه دا انا هطلع عينك وهعلقك لو ما فتحتيش حالا

سألته بعصبيه من تهديداته التى لا داعى لها :
_ عايزنى افتح ليه ؟

اجاب باقتضاب وهو غاضب :
_ هنهبب نتكلم

جاوبت بضيق :
_ مش عايزه اتكلم

مسح وجه بعصبيه وراح يهتف بتوعد :
_ افتحى يا منار والا اقسملك بالله ههد الاوضه على دماغك وانتى حره

أغضبه اختفائها كان يود ان يبقى معها ليراقب بنفسه ردة فعلها الذى انتظرها من سنوات
لم يتحمل ابتعادها واخذ مساحه خاصه لم يعتادها هو دائما من كانت تهرب اليه لما هذه المرة تهرب منه ؟

كرر ندائه الغاضب :
_ إفــــتـــحـــى

بعد ثوان فتحت جزء بسيط يبدو منه ملائه كبيره تحاوط جسدها بها دفع الباب بقبضته ونظر اليها متعجبا
من حالتها فقد اسدلت الملائه على كامل جسدها حتى نصف وجها السفلى اقترب منها فتراجعت
وهى تسأل بشك :
_ ايه ؟

امسك طرف الملائه بسخريه ورفعها لكامل وجهها وهو يهتف بسخريه :
_ نسيتى دى

اخفى وجهها بالكامل وهدر :
_ هتفضلى غشيمه يا منار طول عمرك

لم تزيح الملائه عن وجهها وردت عليه بقلق واضح فى نبرتها من اسفلها :
_ انت عايز ايه يا شريف ؟

مسح وجهه بعنف بماذا يخبرها وكيف سيطالبها بلاستقرار الذى ينشده هدأ من نفسه فهى ستبقى
طفلته التى قبل بتربيتها وهو السبب الاول فيما هى عليه الآن مد يده ليزيح ما على وجهها

والتقت عينه بعينها ليكتشف حالتها لاول يراها خائفه ومترقبه كقطه صغيره ضلت الطريق فى غابة موحشه

كان دوما وجهتها الاولى عند الخوف والقلق الآن تهرب وتتخفى منه نظر اليها مطولا
وسألها وهو يلوم نفسه أولا :
_ انا السبب فى اللى انتى وصلتيله ؟

لم تفهم سؤاله والتقط هذا من عيناها فأسترسل ليوضح :
_ هو حبسى ليكى وتحكمى فى انك ما تنزليش لوحدك ولا اسمح انك تخطلتى بحد
كان سبب فى أزمتك دلوقتى

ضم حاجبيه وكأنه تذكر شئ فألقاه مستنكرا :
_ معقوله ما فهمتيش من كل دا انى بحبك وانى ما اخليش طيف شاب يعدى من جانبك
دا ما خلكيش تسألى هو بيعمل كدا ليه ؟

فهمت كل جمله القاها لكنها لم يكن لديها جواب ما رأته اليوم كان كافى لتشتيتها
حتى كل ذكرياتها التى طافت فجاه على ذاكراتها لم تغوص اكثر فى تفاصيلها اصلا لم يسمح
لها لقد امسك ساعدها فجأه وهتف بنبره مشحون بالغضب :
_ عشان بـــــحـــبـــك عشان انا مش شايف ست غيرك تناسبنى

انتفضت من مباغته وتراجعت وهى تحاول تخليص ساعدها من يده وهى تقول :
_ لاء مش انا .. احنا لازم نسيب بعض

جحظت عينه امام ردة فعلها الغير متوقعه والصادمه وإذداد انفعالا وهو يصيح بها :
_ دا مستحيل انا استحملت كل اللى فات عشان تبقى ملكى وانا مش بفرط فى ملكى

إذدرأت ريقها من انفعاله و زاد بداخلها التوجس ومع ما رأته من ساعات خشيت تحوله
فهتف بصوت مرتعش :
_ انت … كدا بتخوفنى

رفع يده الطليقه ليمسح بها على رأسها بحذر ترددت هى فى تقبلها لكنه اصر ان يصل لها
ليمررها برفق وهدوء قائلا بنبره هادئه كنسيم البحر العليل :
_ ما تخافيش ابدا انا بعمل كل حاجه عشان تبقى مطمنه

برفق شديد وتحت سيطرته الكامله عليها دفع هذه الملائه عن جسدها واقترب منها وهو يستأنف
بنفس الهدوء :
_ وعشان انا جوزك وحبيبك واخوكى وابوكى وسندك
أثر عليها بكلماته فلم تلاحظ أو حتى منعت يده التى حاوطت خصرها بالكامل كانت شارده فيما يقول
وكأنه يرفعها عنان السماء لترى السحاب يجرى من حولها تماما كما تجرى كلماته فى اوردتها الآن
مال الى فمها وهى يهمس بعشق :
_ وأمانك

للحظة كاد يقتص منها وهى فى أوج الاستسلام لكن طرقات الباب المتواليه مع صوت النداء الشبيه بالاستغاثه :
_ شريف يا شريف

أجفل بعدما ابتعدت “منار” عنها فورا وكأنها عادت لرشدها صر على اسنانه يلعن وهو ثابتا فى مكانه
استمع الى صوت الباب من خلفه واخته من ورائه تنادى بوضوح :
_ شريف

التف اليه محاولا رسم ابتسامه كى تغطى على غيظه الذى اشتعل بداخله الآن متسائلا بسماجه:
_ ايه بتاع الغاز جه؟

اجابت “ورد” بضيق :
_ ايه يا شريف بتاع غاز ايه ؟
التفت الى “منار” التى تقف الى جوارها بارتباك وقالت :
_ انا جاية اطمن على منار اصلها خدت فى وشها وطلعت على فوق من غير ما اشوفها

كاد “شريف ” ان يقتلها فزمجر معنفا اياها :
_ نعم يا اختى

نظرت له “ورد” وهى تحاول أن ترسل اليه اشاره بعينها ان هناك امرا هام لكنه من فرط غضبه لم يلاحظ

كانت “منار ” الاسرع واجابت بتسرع وارتباك فى ان واحد :
_ ايوا يا ورد انا عايزكى فى حاجه مهمه

كانت فرصه جيده لـ”ورد” كى تشرح لشريف سبب حضورها الذى فقده الاستيعاب تماما
فكرة رحيل منار عنه بعدما اوشك على الامساك بها والتاثير عليها ضربت تعقله فى مقتل

لم يفيق الا على صوت ورد وهى تقول :
_ خلاص اسبقينى على الاوضه وانا جايه وراكى

لم تنظر اسرعت فى الركض نحو غرفتها لتفر منه وحاول هو اللحاق بها لكن منعته ورد وهى تقول بجديه :
_ رايح فين انت ما بتفهمش عايزاك فى حاجه مهمه

انتبها لها لكن ضيقه لم يختفى هدر بعبوس وهو يسحب ملابسه :
_ مهمه ايه بس هو كان فى اهم من اللى انا فيه

هتفت “ورد ” وهى تحسس من وجود منار او حتى سماعها لما ستقول :
_ ماما اتصل وعايزاك ضرورى بتقول ان تليفونك طول النهار مقفول وخالتوا تعبانه

كلماتها اعادته الى رشده بحث عن هاتفه فورا وهو يهدر بقلق :
_ انا انهاردة نسيت خالص اسأل عليهم راسي مش فيا بعد اللى حصل من منار

حاولت “ورد ” مواساته فربت على كتفه :
_ ربنا يكون فى عونك روح شوفهم وانا هخلى بالى عليها

زفر انفاسه وتحرك من امامها رحلته طويله بين منار ووالدتها الجميع متعلق فى عنقه
وقلبه متعلق بها وحدها .

__________جميع الحقوق محفوظة لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______

“لدى تمار ”

فى غرفة الفندق نقر والدها بخفه بابها فاستجابت سريعا تعرف انه لن يتركها إلا عندما
يغلبها النعاس حتى يتاكد أنها قضت اليوم كامل دون “ريان ” تقابلت مع ابتسامته العذبه
وتطلعت الى يده التى تحمل مشروب ساخن فهتفت بإبتسامه مرحه :
_ أنا مش قد الدلع دا كلوا
نفض كتفيه ورد عليها بجديه :
_ وإن ما كانش تمار الالفى تدلع مين يحقله يدلع

برغم مغازلته الطيفه إلا انها عضت طرف شفاها بيأس تفهم مقصده وتعرف غايته تركها عند الباب
ليدخل الى الغرفه انما هى هى بقيت تبحث عن حديث لائق لتخبره انها ليست بالكثير على ريان
هو ايضا يستحقها ولا احد غيره تراه يستحق الظفر بها استمعت الى صوته المنادى :
_ تعالى نسهر سواء

اغلقت الباب والتفت له لتخطوا بخطوات بطيئه تجاهه التقطت من يده الكوب الذى قدمه لها وتركته
يتحدث :
_ اخوكى راح برضوا عند البنت اياها اه لو كنت فايقله بس مش مهم خليه يتسلى على ما ارجع
كل دا هيكون لاغى

رفعت وجهها اليه وسألته بدهشه :
_ لاغى ازاى ؟ مش هو استاذنك وانت قولتلى قوليله يروح

ارتشف من كوبه دون أن يعير دهشتها اهتمام ثم رد عليها ببرود:
_ اه سيبته يتسلى

تركت ما بيدها واتضح الغضب وهى تهدر باستياء بالغ من مراوغته واللعب بمشاعرهم :
_ يتسلى هى بنات الناس لعبه ولا مشاعرنا واختيارتنا بقوا مش مهمين عندك

شعر بغضبها فأسرع بالتريس والتلون بلونها كى يحافظ على مكانته لديها :
_ معقول تفكرى فيا كدا دا انا بحاول احميكم

نفضت رأسها وتسأئلت وهى ترمقه بتعجب :
_ تحمينا من مين ؟ احمينا منك انت الاول

لم يستطع التماسك بعدما أغضبته فانتفض فى جلسته وزعق بإنفعال :
_ أحميكم منى هو لدرجادى انا معذبكم وخانقكم

اقتربت منه وامسكت بيده كى تهدئه وحاولت أن تكون هادئه امام انفعاله :
_ يا بابا انت احسن اب فى الدنيا لكن سياستك غلط احنا كبرنا وبقى لينا اختيارتنا
وبقى لينا مشاعر لازم تفهمها ولازم تعمل حسابها وانت بتقف ضدها

شعر بالوخز من حديثها هو لا يريد أن تبتعد اسرته التى فضلها على حياته ومشاعره يريد تضحيه
كما ضحى هو دفع نفسه لسؤالها :
_ وانا قصرت معاكم فى ايه من يوم ما امك ماتت وانا نسيت نفسي خالص كان كل همى انتم
ما كنتش عايزكم تحسوا باليتم ولا حد ياخد مكان امكم

هتفت بتفهم :
_ احنا عارفين دا ومقدرينه وحضرتك ورضاك عننا رقم واحد فى حياتنا واعتقد حضرتك ملاحظ دا

سواء من عدى أو منى

سكت قليلا ثم طرحت سؤال كانت تتمنى اجابته من مده طويله ولم يولد له فرصه :
_ هو حضرتك مش موافق على ريان لشخصه ولا رافض فكرة الجواز عموما

وكأنها اسقطت دلوا بارد على رأسه سؤالها يوحى بأنها بالغت فى فهمه ،راوغها قائلا :
_ لاء انا مش موافق على الاختيار بس يعنى ريان شخص ما يناسبكيش وكمان البت اللى
اختارها عدى مش عاجبانى واعتقد ن من حقى انى اقول رأيى فى اختيارتكم دا لو زى ما بتقولى
رضايا مهم

اجابته دون تعقيد :
_ اه رأيك مهم بس ما تفرضتش رأيك عدى كبر ومن حقه يختار وانا كمان ….

قطمت كلماتها عندما رمقها بقسوة جعلتها تتراجع عما تريد قوله مكانتها لديه اكبر من ان تذكر
رجل امامه فمن المفترض انه الرجل الاول والاخير فى حياتها هب واقفا من مكانه
وهدر محتدا :
_ خلاص كل واحد يمشى على كيفوا وانسوا إن انتوا ليكم أب من أساسه

وقفت الى جواره وسارعت بتهدئته :
_ يابابا احنا ما نقدرش نتخطاك وزى ما انت شايف جوازى واقف من شهور على رضاك
حتى بعد كتب الكتاب

إشتطاط غيظا من حجتها وصاح بضيق :
_ انا ما بجوزش ولادى أفاعى ريان دا دخل بيتى وعاملته كأنه فرد من عيلتى واستغفلنى وضحك
على بنتى والبت التانيه دى مجرد ما دخلت شركتى لفت على عدى وضحكت عليه

لم تستطيع “تمار ” حبس ضحكتها فوضعت يدها على فمها كى لا تغضبه اكثر وبصعوبه استطاعت
أن توضح سبب ضحكها المفاجئ وهو فى هذه الحاله الغاضبه وقالت :
_ مش شايف ان الحته بتاعت ضحكت على “عدى” أوفر شويه انت بتكلم على عدى كأنه قطه مغمضه

ظل قاضبا وجهه غاضبا من الفكره :
_ الله اعلم دخلت عليه بأى طريقه انا عارف الاشكال دى

أسرعت بالرد عليه ب:
_ ايه يابابا اشكال ايه انت مش شايف ليندا بتعمل ايه ؟ دى شوية كمان وهتطلب ايده منك

لوح بيده وهدر وهو يتحرك فى الغرفه :
_ يلا روحى نامى

_حاضر
قالتها وامسكت هاتفها لكنه قبل ان يخرج تماما من الغرفه صاح بشده :
_ قولتك نامى

تركته باستسلام حتى يهدأ خرج عندما القته على الفراش واستجابت لرغبته كلما اوشك على امتلاكها
بالكامل تصدمه بحجه جديده بات قلقا من كشفها له وكشف تعلقه الزائد بهم كأنهم انفاسه

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

فى منزل ابراهيم

انفضت الجلسه وخلى المنزل الا من اصحابه بقيت “مكه” تبكى دون توقف تدفع ثمنا باهظا
عن تهورها وجنونها اللحظى الذى دفعها للتحرك صوب عش الدبابير اخذ يتردد فى أذنها
جملة واحده قالها “الياس” بتحدى واصرار وتملك :
_ انتى وقعتى نفسك فى ايدى وانا مستحيل اسيبك

احضرت المارد وفشلت فى إقصائه استفزت كيان لا يقبل التراجع أو الهزيمه وقعت فى شباك
الصياد بمنتهى السهوله والغباء

_ لا حول ولا قوة الا بالله هو انتى هتفضلى تعيطى كدا لحد امته

هكذا هدرت والدتها باستنكار فى هذه الجلسه التى بدت كئيبه كففت “مكه” دموعها
لكنها رغما عنها كانت تولد غيرها دون إراده لا شئ ابشع على النفس من الاجبار
وان كانت تحبه لكن شعور ان ليس هناك خيار آخر يهدم روحها ويجعل كل الهموم
تطأ قلبها بقسوة
هتفت والدتها وهى تنظر الى حالتها وكذالك حاله اختها السائمه :
_ مش انتى وفقتى بلسانك يا بنتى هو حد غصبك يا بنتى

اشارت باتجاه “مرام ” واسترسلت باندفاع :
_ وانتى كمان مالك جرالكم ايه ؟ لو كل اللى بيتخطبوا بيعملوا كدا كانت الدنيا وقفت

أجابت “مرام ” بحزن :
_ طيب وانا مالى هى سألتوها وخيرتوها انا ليه توافقوا من غير ما تسألونى حتى

شهقت والدتها بصدمه وسألتها باستنكار :
_ لا هو انتى كمان مش عاجبك الاستاذ “عدى ” نهارك ابيض دا راجل زى حتة السكره

تصدقوا وتأمنوا بالله انتوا مش وش نعمه

هتفت “مرام ” وقد اوشكت على البكاء :
_ انا مش عايز عدى او غيره انا مش عايزه اتجوز من الاساس

صاحت والدتها بضيق وسخط :
_ اهو دا الكلام اللى يضايق بقى ماهو مسير البنت لبيت جوزها

هو ايه العكننه دى بس ياربى لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

ناد “ابراهيم ” من الخارج :
_ خديجه

كان صوته القريب يعلن انه قادم باتجاهم وما هى الا ثوان وكان يقف على عتبت غرفتهم
رافضا ان ينظر تجاه بناته وهو يهتف بوجه مكفر :
_ تعالى يا خديجه طلعيلى هدوم
تحركت “مكه ” باتجاه فهى تعلم انها خذلته اليله وكانت سبب كبير فى ايذائه وقفت الى جواره تناديه
وتطلب العفو :
_ بابا سامحنى

كان غاضبا منها لدرجة انه لم يتحمل حتى صوتها دار على عقبيه حتى لا يراها فأسرعت توقف بوجه
هتفت بإنكسار وخجل :
_ غصب عنى يا بابا ما كانش ينفع ارفضه عملت كدا عشانكم

ضغطت على صبره وخار قواه ليهدر بتعصب :
_ انتى بتحبيه ما تقوليش عشانا انتى مهما نكرتى حبه باين فى تصرفاتك

هرولت “خديجه ومرام ” الى جواره عندما رفع يده فى الهواء ناويا لطمها بقسوة
على ما فعلته به لكنه توقف قبل ان تصل يده الى وجنتها واردف امام دموعها التى غزت وجنتيها
وعندما اختبائها من صفعته المحتمه شعر ان لطمها سيريحها فقرر فى آخر لحظه التراجع وعقابها
بشكل آخر لعلها تشعربشئ من خذلنها له هتف مستاء :
_ يا خساره تربيتى فيكى انا مش هقف ضد اختيارك انا هقف اتفرج عليكى وانتى بتعذبى من الاختيار دا

بكيت وغرقت فى دموعها قسوته لم تعتادها وما فعلته كان غير لائقا على ما تربت عليه

_ وأنا
هتفت بها “مرام ” لتجذب انتباهه حالتها السيئه هى الآخرى تحيرت والدتهم بينهم
مشكلاتهم كبيرة على حاله والدهم الصحيه التف اليها يسألها دون فهم :
_ وانتى ايه يا مرام ؟

سألته وقد حضرت الدموع فى عيناها :
_ مش هتخلينى اختار ؟ انت ما اخدتش رأيى

تعجب من حالتها وبادلها السؤال بسؤال :
_ انتى مش موافقه على عدى ؟

خشيت “خديجه ” رفضها وإن رفضت بالتاكيد والدها سيوافقها بالنهايه هى سيده القرار
وكأى ام لا ترى افضل منه لها لكن حالتة التخبط التى تعتريها تجعلها لا ترى الافضل بالنسبه لها
فسارعت “خديجه ” بالقول :
_ ازاى هو الاستاذ عدى حد يرفضوا
وكزتها بخفه كى تستجيب وتصمت الآن خاصتا مع حالة مكه التى تؤلمه حرك رأسه بإيماء
قصير وهو يؤكد على حديثها :
_ فعلا الشاب أدب واخلاق وابن ناس لعله يعرف يحميكى من اللى هيعملوا فينا خطيب اختك

نظرت اليه “مكه ” بيأس لم يفهم أنها كانت القربان والياس لن يقترب منهم بعدما ينالها
كففت دموعها وهتفت بإندفاع لكن نبرتها كانت متحشرجه :
_ الياس مش هيأذي حد فيكم هو خلاص خد اللى هو عايزه

حديثها أشعل نارا بداخله فاظلمت عينه وهو يسألها بحنق :
_ أخد ايه ؟

لم تقوى على الاجابه وابتلعت لسانها لم تقوى ان تخبره انها هى ما يريد من هذا البيت ووقت
ما يحصل عليها سيرحل دون ازعاجهم وضعت وجها بالارض ولاذت بالصمت

دفع الهواء من رئته بغضب وهدر محتدا :
_ ابقى اسأليها يا خديجه اخد ايه لاحسن انا ما بقتش مستحمل اسمع اى حاجه عن حياتها
من يوم ما اختفت وحرقت قلبنا كلنا

التف عنها وخرج من الغرفه فالتفت اليهم والدتها تصيح بهم بحده :
_ انتوا جرالكم ايه عايزين تخلصوا عليه
لوحت باصباعها ل “مرام ” وحذرتها بشده :
_ وانتى كمان حطى عقلك فى راسك وبصى حوليكى مين هيتقدملك احسن من عدى
اعقلى يا مرام عشان ما ترجعيش تندمى

حركت رأسها برفض وهى تقاوم رغبتها الملحه فى البكاء فلا أحد يعرف سبب رفضها فكرتها للزواج :

_ يا ماما بالله عليكى ….
قاطعتها والدتها بـ:
_ بالله عليكى انتى وهى كفايا بقى

استدارت لترك لهم الغرفه مهروله للخارج الامر اصبح فوق طاقتهم فى الوقت المناسب للفرح سكن
الحزن وخيم فى منزلهم ليسلبهم فرحه الارتباط

انفجرت “مرام ” فى البكاء فالتقطتها “مكه ” فى احضانها وربتت على ظهرها بحنوا لتواسيها وتختبى
فى احضانها من حزنها المهلك هى الاخرى
همست “مرام ” من بين نشيجها :
_ انتى عارفه انى ما انفعش اتجوز
سحبت “مكه” دموعها وردت عليها بهدوء :
_ عارفه وعارفه إن ما فيش حد هيفهمك غير “عدى”

انتفضت “مرام ” من احضانها وصاحت بصدمه :
_ انتى كمان بتقولى زيهم اذا كان انتى عارفه اللى حصل يوم المظاهره

اسرعت “مكه ” بتكميم فاها وهى تلتفت خلفها خوفا من أن يتسرب الصوت للخارج
_ هشش … عارفه عارفه

تركتها وعلى اطراف اصابعها تحركت صوب الباب لتغلقه بهدوء ثم التفت لها بعد إطمئنانت
انهم اصبحوا وحدهم هتفت بهدوء حتى تقنعها :
_ عدى عارف اللى حصل وطالما اتقدم وهو عارف يبقى هيعرف ييحتويكى
إديلوا انتى بس الفرصه

التفت “مرام ” حولها وهى تعنفها بضيق :
_ ومش ممكن يكون بيشفق عليا أو عشان يبتزنى

مسحت “مكه ” وجهها وصاحت بنبره محتده برغم خفوتها :
_ يا ربى أغثنى يا بنتى انتى بتفكرى ازاى يعنى “عدى ” بكل المميزات اللى فيه
هيتجوزك شفقه ولا ابتزاز
هدئت من نفسها وهتفت بتردد :
_ انا ما بقتش بثق فى حد يا مكه
اقتربت منها “مكه ” وحاوطت كتفها بحنو وهى تقول بحكمه :
_ اللى تخافى منه ما يجيش احسن منه وبعدين عدى هيحميكى وهيفهمك الصراحه هو اكتر واحد مناسب
ليكى

باغتها بسؤال طعنها على فجأه :
_ وانتى الياس مناسب ليكى ؟

دفعت كل الهواء الذى برئتيها وترددت فى الاجابه لكنها بالنهاية كانت مطره لتجيب :
_ الياس مناسب لبيته وولاده إن كان عنده

زاغ بصرها وكأنها تبحث عن شئ فى خزانة افكارها وسألتها “مرام ” بتدقيق :
_ يا بنتى يمكن مش متجوز وبيضحك عليكى

نفضت رأسها بيأس كانت تتمنى هذا لكن قول “اللواء” جعلها متاكده من أن له حياه أخرى
لا احد يعلمها فهتفت بيأس :
_ لاء اللواء قالوا قدامى وهو لحد دلوقتى ما انكرش هو مش ليا وانا بقيت ليه غصب عنى

زفرت “مرام ” على حالتها وهتفت دون يأس :
_ مين عارف الحقيقه فين ؟

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________

لدى شريف

هرول فى طرقه المستشفى نحو غرفه “زينب ” اسرعت باتجاه والدته والتى انفجرت
فى البكاء قلبه هوى امسكت كتفيها وهو يسألها بذعر :
_ حصل ايه يا ماما ؟

اجابت من وسط نشيجها :
_ خالتك تعبانه من الصبح والدكاتره بيقولوا انها خلاص ……

لم تقوى على نطق باقى الجمله وعادت للبكاء مرة اخرى فقد فهم “شريف ” دون حاجه للشرح
عض شفاه وقد لمعت عينه بحزن والم يطعن روحه وبصعوبه شديده سألها :
_ ومنار اعتقد كفايا كدا

هدرت “ماجده ” وهى تحاول مسح دموعها :
_ عمرها ما هتسامحنا لو ما شفتهاش خاصتا ان زينب جوا بتخرف باسمها

ملاء رئتيه بالهواء وزفر بالم سريعا وهتف :
_ خلاص .. انا هبعت حد يجبها هى وورد

دس يده فى جيبه ليخرج هاتفه ومن ثم ضغط ازراره سريعا ليحادث طرف لم يتركه
كثيرا ينتظر :
_ ايوا يا ورد هاتى منار وتعالى على المستشفى هبعتلكم السواق

استمع الى صوتها وهى تردد من ورائه :
_ مستشفى ايه يا شريف ؟

وعلى نفس الاثر سمع صوت “منار ” مشحونا بالقلق :
_ مستشفى ليه ؟شريف مالوا
اختطفت الهاتف لتسأله مباشرا بقلق بالغ :
_ مالك يا شريف انت فى المستشفى ليه ؟
فى موقف أخر كان سيفرح بكل هذا القلق لكن الآن هو قلقا عليها هى اكثر
مما جعله يهتف باقتضاب لينهى المه الذى يبدوا انه بدأ:
_ تعالى بس ,هبعت السواق

اغلق الهاتف وتركها تنادى باسمه بهلع :
_شريف يا شريف رد عليا
كيف سيخبرها بكل ما فاتها وكيف ستسامحه هذا الكم من الكيف لن ينتهى بينه وبينها
مهما مر من الزمن شئ حتمى كبقائهم على قيد الحياه

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

فى غرفة مكه

كانت تنظر لهاتفها دون نظر لعل تلك الاخبار التى تملئ العالم تنسيها شئ مما يؤلمها
برأسها الف فكرة والف حكايه إن فتحت كتابا لم يكفيها لتسرد قصتها وكل ما تتمناه
على الطرف الاخر استسلمت “مرام ” للنوم فالنوم وسيله آخرى للهرب نجحت فى ايجادها

طال اليل وطالت مأستها ورأسها يضج بالافكار ويل بين والدها وويل من الياس
وعلى ذكراها التى لم تختفى من رأسها صدح هاتفها بالرنين فانتفضت حتى أسقطتته
على الفراش واعتدلت فى جلستها تطالع هذا الرقم الغريب الذى يتصل فى هذا الوقت
المتاخر لابد انه هو ومن يجرأ على فعل هذا غيره لكنها نفضت الفكره لانه لا يعرف رقم
هاتفها ومع رنينه المتواصل امسكته بأصابع مرتجفه وفتحت الخط وآثارت الصمت
حتى تتعرف على هواية المتصل دون أن يسمع صوتها لكن صوته العميق أربكها :
_ برافوا يا مكه بحبك وانتى بتسمعى الكلام

تسارعت نبضاتها وهو يتحدث معها بهذا الشكل لم تجيب وبقيت تلتفت حولها برعب
ان يسمعها أحد حسها على الحديث أمرا :
_ ردى عليا

الخوف معه كان أكبرمن مخالفته حتى ولو مجرد المحاوله اجابت متعلثمه :
_ ااااقول ايه ؟

استمعت الى صوت انفاسه وهو يدفعها من رئته فزاد من ارتباكها وشتت كافة
افكارها ران صمت قصير حتى قاطعه هو بصوت مفعم بسعاده النصر :
_ آآآآآآآه اخــيــرا يا مــكـــه هـــحــبســك خـلـــيتى الـــخـــرافــه حـــقـــيــقــه

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى